الأحد، 6 أكتوبر 2013

علم نفس النمو فى العصور

قال الله تعالى "مالكم لاترجون لله وقاراً ، وقد خلقكم أطواراً.13, 14 نوح"
من خلال هاتين الآيتين الكريميتن نجد أن أول من أشار إلى أسس (النمو) هو القرآن الكريم وذلك في الآيات الكريمات من سورة نوح وعلى لسان نوح عليه السلام عندما كان يعظ قومه لعبادة الله وحده والعبادة المُطْلَقة لله تعالى دون غيره من الأوثان . وذكّر قومه بالنعم التي أنعمها الله عليهم والتي لا تحصى في هذه السورة , ومن هذه النعم نعمة (الخلق في أطوار) وأن من يرجو توقير الله تعالى وإجلاله فليتأمل أطوار الخلق , والواضح تماماً أن نوح عليه السلام يعي ويدرك حقيقة الأطوار ونمو الأطوار الجسدية والنفسية لخلق الانسان وأنها باعث قوى على الهدى والإذعان للوحى السماوى لذلك خاطبهم نوح بهذه الصيغة عندما رأى وأيقن إعراضهم عن المنهج الإلهى والأطوار هنا نوعان 1 أطوار خلق الجنين في الرحم.
2 مراحل أطوار الجسد البشري من الطفولة وحتى الممات وكذلك مراحل النمو النفسي لهذا الجسد البشري. يقول تعالى " يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلّقة وغير مخلّقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئأ .. 5 الحج" .
ويقول تعالى في سورة غافر "هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ، ثم من علقة ثم يخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخاً ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلاً مسمىً ولعلكم تعقلون آية 67 ..) .
وبالتأكيد فإن النوع الثاني من الأطوار بالنسبة لنمو الانسان هو
أطوار نمو الجسد والنفس ونأتي بعد ذلك إلى الكلام عن العلم البشري في مراحل نمو النفس وهو ( علم نفس النمو)
.
* البذور الأولى :
وقد أوردها الدكتور حامد زهران في كتابه علم نفس النمو سوف اذكرها بشيء من التلخيص:
لقد وضعت البذور الاولى لعلم نفس النمو في التعاليم الدينية والتأملات الفلسفية القديمة. وحاول رجال الدين والفلاسفة والعلماء على مر العصور إلقاء الضوء على ظاهرة النمو .
ولاشك أن الانسان البدائي قد تساءل وفكر في أطوار نموه ابتداءً من طورالجنين , وتذكر كتب التاريخ أن إخناتون قد حاول أن يصور حياة الجنين في تطورها
وقد اهتم كثير من الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع بدراسة النمو لدى الإنسان فقد تكلم أفلاطون عن التكاثر وذكر مبادئ النمو عند الطفل وخصائصه في المراحل المختلفة, وقيَم جمهوريته على هذا الاساس واهتم كذلك باكتشاف أفضل الطرق لتربية الشباب وتهيئتهم للمواطنة ليصبحوا مواطنين صالحين .
* واهتم أرسطو بوصف مرحلة المراهقة ,
* وقد اهتم كثيرون في القرن السابع عشر مثل (جون لوك) الذي ذكر الكثير من عادات الطفل وكيفية تكوينها ودوافعه وأنواعها واتفاقها مع معايير الجماعة وقال أن الطفل يولد وعقله صفحة بيضاء.
*وفي القرن الثامن عشر كتب( جان جاك رسو )كتابه( أيمل) ونادى بإعطاء الطفل حريته المطلقة للتعبير عن نزعاته الطبيعية وتنمية مواهبه وقدراته التي حبته بها الطبيعة . ويرى رسو أن الطفل مخلوق بدائي نبيل وأنه خير بطبيعته ولايفسد أحواله سوى تدخل الكبار ومن ثم يجب ألا يقحم الكبار أرائهم وألا يفرضوا سلوكهم على الطفل وقال إن الطبيعة مصلح الفرد والمجتمع ,
* وفي القرن التاسع عشر تأثر( بستالوزي) بآراء رسو وأثرت نظرياته في التربية فهو يرى أن الانسان خيِر ويسعى دائماً إلى تحقيق الخير وإذا كان شريراً فإن ذلك يكون بسبب غلق طريق الخير في وجهه . وبعد ذلك جاء (فروبل )وأسس نظام مدرسة الحضانة وانتشرت آراؤه عن استمرار النمو .وأسهم( دارون) مطور (نظرية التطور) مباشرة في علم النمو حيث نشر في سنة 1877 م تحليلا لتاريخ حياة طفله الأول الذي ولد سنة 1839 .
* وجدير بالذكر أن العرب قسموا مراحل النمو التي تبدأ بالجنين فالوليد والفطيم والدارج (إذا درج ومشى) والخماسي ( إذا بلغ طوله خمس أشبار) والمثغور ( إذا سقطت أسنانه اللبنية) والمثغر ( إذا نبتت أسنانه الدائمة) والمترعرع الناشئ( إذا كاد يجاوز عشر سنوات) واليافع المراهق ( إذا بلغ الحلم) .


* في العصور الحديثة : عندما تقدمت وسائل البحث والدراسات التجريبية اتجه نشاط العلماء نحو دراسة مظاهر النمو المتكاملة في مراحله المتتابعة وكيف يسلك الاطفال والمراهقون , قدم علماء النفس والمختصون في علم نفس النمو الجزء الأكبر من المعلومات والحقاق والقوانين والنظريات حول ظاهرة النمو, مثل
( ستنالي هول) الذي لمع إسمه كرائد من رواد علم نفس النمو في أمريكا وأسهم في ارساء دعائم طرق البحث في هذا العلم وأمدنا بالكثير من المعلومات عن الأطفال والمراهقين . وكان هو نفسه أستاذاً لكثير من علماء النفس الذين اهتموا بالطفولة والمراهقة فيما بعد . وكذلك فإن (ألفرد بينيه) إهتم بالنمو العقلى للأطفال ووضع أول مقياس كامل للذكاء سنة 1905م , ترجم وقنن في معظم بلاد العالم ومن بينها مصر وفي فيينا أنشأ (كارل بوهلر) وزوجته شارلوت بوهلر في العشرينات مركزاً للبحث في سيكلوجية الطفولة .
* وتوالت الدراسات والبحوث الجديدة في علم نفس النمو وزادت في الوقت الحاضر بدرجة كبيرة حتى لنجد الكثير من المجالات العلمية قد انفردت بنشر هذه البحوث وتحوى هذه المجلات العلمية الآلاف من البحوث في علم نفس النمو ولقد تزايد الاهتمام في مصر في السنوات الأخيرة بالدراسات الخاصة بعلم نفس النمو ويجد الباحث دراسات في النمو تغطي مراحله ومظاهره المختلفة.وهكذا نرى أن علم نفس النمو ما زال ينمو.
وكانت هناك بعض التوقعات للمستقبل وقد حدثت بالفعل مثل :
* أن هناك وسائل متطورة في تنشئة الطفل . * وأصبح معدل سرعة النمو العقلي والنموالاجتماعي الآن أعلى مما كان عليه في الماضي .
* أصبح هناك مفهوماً جديداً للطفولة فلم يعد الطفل مسئولية والديه فقط بل اصبح مسئولية المجتمع والدولة .
* أصبح هناك تخصصات دراسية جديدة مثل "تكوين الأسرة" و" الصحة الإنجابية" للمرأة التي هى مهد ورحم الطفولة وعلم نفس النمو وكذلك في الطب تخصص " طب الأسرة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق