السبت، 5 أكتوبر 2013

يمكن تعليم الطفل المجاملة بالسماح لمشاركته ألعابه مع الآخرين


 


يمكن تعليم الطفل المجاملة بالسماح لمشاركته ألعابه مع الآخرين

«المجاملة».. فن لابد أن يتعلمه الطفل!

ذكرت "د.هيفاء علي السقاف" - مستشارة علاقات زوجية وأسرية وتطوير ذات - أنّ المجاملة هي قول ما تريد قوله أو فعله صراحة بأسلوب لبق لا يؤذي الآخرين، وأن تتعامل مع الآخرين بصدق دون أن يجرح صدقنا أحداً، ولا تعني المجاملة إطلاقاً أن نفعل أو نقول ما لا نريده، إنما هي أسلوب لبق للتعبير عن أنفسنا بصدق، أما النفاق فهو أن نظهر خلاف ما نبطن وأن نفعل خلاف ما نريد، مشيرةً إلى أهمية تعليم الأطفال فن المجاملة حتى تصبح مهارة لديهم فمن غير الذوق أن نعبر عن كل ما لا يعجبنا بصراحة.

وقالت: "هناك أمور لا ينبغي لنا أن نتكلم فيها لأنّها لا تخصنا، وأمور إن سئلنا عنها ولم تعجبنا نقول لا توافق تفكيري لكن ربما تكون جيدة، حتى لا نشعر الآخرين بالدونية أو النقص، ولابد من تعليم الأبناء هذه المهارات بإعطائهم العبارات اللبقة البديلة لعباراتهم غير المقبولة، بدلاً من نهرهم، وزجرهم، وتعليمهم، تهذيب ردود أفعالهم بتدريبهم على ذلك.

وأضافت أنّ النقد يعني التمييز والفصل بين الجيد والردئ، معتبرةً الشخصية الناقدة هي شخصية مفكرة، مشيرةً إلى أنّه عندما يكون لدينا طفل ناقد نحرص على تعليمه الأسلوب الأفضل في النقد ونفصل له الفرق بين النقد الجيد، والغيبة، والتحقير، والتصغير، والسخرية، ونوضح له الصورة كاملة حتى يكون مهذباً في نقده، منتقياً لألفاظه، متفهماً لمشاعر الآخرين واحتياجاتهم، حريصاً على ألا يظلم أحداً بكلامه، هكذا تبني شخصية ناقد متزن واعي عادل.

وأشارت إلى أنّ الطفل الناقد هو طفل مفكر ممحص، ولكنه أحياناً يفكر بصوت عالٍ، ومن المهم لبناء مجتمع حي أن يحسن أبناؤه فن النقد، وتكون عندهم القدرة والشجاعة على قول الحقيقة بشكل مقبول محبب، كما أنّ إعطاء الفرص المناسبة لنمو الطاقات المفكرة هي مسألة حياة أو موت لأي مجتمع.

وقالت إن الناقد شخصية لوامة لنفسه، ويحرص غالباً على أن يفعل الصواب وإن كان نقده يوقعه في الخطأ كثيراً، مضيفةً أنّه حينما نكبت الطفل الناقد ينتج غالباً شخص يخشى النقد تماماً، أو شخص ينتقد بعدوانية دون تفهم لمشاعر الآخرين ويدّعي أنّه يقول الحقيقة، مؤكّدة على أنّ تنمية التفكير الناقد بصورة صحيحة مهم جداً لدى الأطفال، حتى لا ينمو إمعة يقبل الأمور بدون تمحيص ولا عدوانياً مهاجماً، إنما يكون عادلاً في أحكامه، قادراً على تحليل المواقف وحل المشكلات والتعبير الجيد عما يريد وما لا يريد.

وأضافت أنّ تنمية التفكير الناقد بشكل صحيح لدى الأطفال تتلخص في تدريبه على مهارات منها: تنمية القدرة على استخدام اللغة بشكل جيّد، وانتقاء ألفاظ النقد والتصويب، وبث الاحترام داخل البيت، فالطفل الذي يعامل باحترام غالباً ما يُعامل الآخرين باحترام، إلى جانب غرس القيم والمبادئ الدينية التي تكون له الركيزة الأقوى والدعامة الأصلب لتوجيه أفكاره وسلوكه، ومناقشته في المواقف وتحليلها، وتقبل رأيه ومعرفة وجهة نظره باهتمام وتصويبها بالمناقشة، إضافةً إلى تعليمه فن البحث والقراءة والاستدلال لإثبات الحقائق أو نفيها، وتدريبه على تقبل الرأي الآخر وأنّ العالم لا يسير على وجهة نظر واحدة، وأنّ اتحاد وجهات النظر المختلفة تعطي تكاملاً لا تناقضا للحياة، وأن يكون عادلاً في حكمه، متروياً في نظرته، فما يراه ليس حقيقة كاملة.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق