أمراض الطفوله
"تعد أيام المرض جزءا لا يتجزأ من مرحلة الطفولة؛ تماما كما يعد القلق بشأن الأمراض التي تصيب الأطفال جزءا من كون المرء أبا أو أما.
وقد تتساءل، ما هذا الطفح الجلدي الغريب؟ وهل يبدو هذا السعال أكثر سوءا من المرة السابقة؟ وهل سأصاب بهذه العدوى أيضا؟
لكن سريعا ما يتعلم الآباء من خلال التجارب التي يمرون بها جميع الأمور المتعلقة بالتهابات الأذن أو الملتحمة أو التهابات المعدة ونزلات البرد والإنفلونزا. وقد تكون هذه الأمراض مألوفة بالنسبة لك، إلا أن هناك عالما بأكمله من الأمراض المرتبطة بمرحلة الطفولة قد لا تعلم الكثير عنه.
أمراض الطفولة
* يحدث العديد من هذه الأمراض التي تصيب الإنسان في مرحلة الطفولة بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية، مما يعني أنه من الممكن تجنبها إلى حد ما من خلال تشجيع الطفل على المحافظة على نظافة يديه من خلال استخدام الماء والصابون. كذلك فإن اتباع «آداب السعال» وسيلة جيدة للحد من انتشار أمراض الطفولة. وينبغي أن يتعلم الأطفال تغطية أفواههم أثناء السعال وغسل أيديهم بعد ذلك. ويقدم موقع «ميد ويب» الطبي الإلكتروني الأميركي خلاصة عن هذه الأمراض.
1. الفيروس التنفسي المخلوي
يعد هذا الفيروس من أكثر الأمراض شيوعا في مرحلة الطفولة، حتى إنه أكثر شيوعا من الإنفلونزا الموسمية، وفقا لما قاله مايكل برادي، الطبيب الحائز على درجة الدكتوراه والخبير في الأمراض المعدية بمستشفى الأطفال الدولي في كولومبوس بأوهايو.
وقد تعرض معظمنا لهذا الفيروس عندما كنا في الثانية من العمر. ويسبب هذا الفيروس بعض الأعراض التي تسببها نزلات البرد والإنفلونزا، مثل الحمى والرشح والسعال.
كذلك يعد هذا الفيروس من أكثر الأسباب شيوعا لإصابة الأطفال الذين لم يتجاوزوا عامهم الأول بالالتهاب الرئوي
والتهاب القصيبات، أي التهاب الممرات الهوائية الدقيقة في الرئتين. وتعتبر الحشرجة التي تصدر أثناء التنفس مؤشرا على هذه الحالات، وفي بعض الأحيان قد يستلزم العلاج التنويم في المستشفى. ورغم ذلك، فإن صفير
التنفس لا يكون ملحوظا لدى نحو 25 في المائة إلى 40 في المائة فقط من الأطفال الصغار الذين يصابون بالفيروس المخلوي التنفسي لأول مرة، ولا يتم احتجاز سوى 2 في المائة أو أقل في المستشفى.
وتستمر عدوى الفيروس المخلوي التنفسي من أسبوع إلى أسبوعين. كذلك لا يكتسب المرء مناعة ضد هذا الفيروس إذا ما أصيب به. وقد تحدث هذه العدوى في أي مرحلة من مراحل العمر، «لكن بعد أن يصاب المرء به لبضع مرات، يكون كنزلة البرد بالنسبة له»، حسب برادي.
2. المرض الخامس
ويطلق عليه أيضا مرض «صفع الخد» لأنه يسبب ظهور طفح جلدي أحمر اللون على الوجه يبدو كما لو أن أحدهم قد صفع الطفل على وجهه. وقد يظهر طفح جلدي أحمر اللون على جذع الطفل وأطرافه. ولا يجعل «المرض
الخامس» الطفل يشعر بالمرض، إلا أنه قد يبدو كنزلة برد في البداية، قبل أن يظهر الطفح الجلدي.
ويعود تاريخ هذا الاسم إلى قرن مضى عندما أطلق طبيب فرنسي الأرقام على الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة، حيث أطلق على الحصبة اسم «المرض الأول»، بينما أطلق على «الحمى القرمزية» اسم «المرض الثاني».. وهكذا.
ومن المعروف أن «المرض الخامس» يسببه فيروس يدعى «الفيروس البشري الصغير بي 19» human
parvovirus B19. وقد يصاب 20 في المائة من الأطفال بهذا الفيروس قبل أن يصلوا إلى الخامسة من العمر، كما يصاب به نحو 60 في المائة من الأطفال بحلول التاسعة عشرة من عمرهم. وغالبا ما تكون العدوى بسيطة وتزول بعد 7 أو 10 أيام. كذلك، فإن العديد من الأطفال الذين يصابون بهذا الفيروس لا تظهر لديهم أية أعراض.
ويقول برادي: «في أغلب الأحيان يكون الوضع غير خطير على الإطلاق».
ورغم ذلك، فإنه في بعض الأحيان قد تؤدي العدوى بفيروس «بي 19» إلى بداية ظهور ألم المفاصل وقد يعتقد خطأ أنه التهاب المفاصل الروماتيزمي. وعادة ما تزول أعراض المفاصل هذه خلال ثلاثة أسابيع.
مرض اليد والقدم والفم
3. مرض "اليد والقدم والفم"
يختلف مرض «اليد والقدم والفم» عن داء «القدم والفم» (الحمى القلاعية) الذي يصيب الماشية فقط. وهذا المرض هو أحد الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة ويسبب الحمى وظهور البثور والتقرحات داخل الفم كذلك على الكف وبطن القدم. وقد تظهر البثور أيضا على الأرداف، «إلا أننا قررنا أن لا نذكر موقع هذه البثور في اسم المرض»، حسب برادي.
وينتج مرض «اليد والقدم والفم» عن مجموعة من الفيروسات تدعى «الفيروسات المعوية». وغالبا ما يظهر المرض، في الولايات المتحدة، نتيجة فيروس يعرف باسم فيروس «كوكساكي إيه 16» coxsackievirus A16. وغالبا ما ينتشر هذا الفيروس في فصل الصيف وفي بداية فصل الخريف.
وقد يسبب مرض «اليد والقدم والفم» بعض القلق، لكنه ليس شديد الخطورة بالنسبة لكثير من الأطفال ويزول من تلقاء نفسه بعد أسبوع إلى عشرة أيام.
«الخانوق» والحمى القرمزية
4. مرض "الخانوق"
يعد مرض الخانوق من الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة وغالبا ما ينتج عن مجموعة من الفيروسات تدعى «الفيروسات نظيرة الإنفلونزا»، التي تسبب نزلات البرد الشائعة. ويعد «السعال النباحي» أو «المبحوح»، الذي يتم
تشبيهه في بعض الأحيان بصوت النباح الذي يصدره عجل البحر، أحد الأعراض الرئيسية لمرض الخانوق.
وقد يكون مرض الخانوق خطيرا بدرجة كافية تستدعي العلاج في المستشفى، حيث يتم احتجاز نسبة قد تصل إلى 6 في المائة من الأطفال المصابة بهذا المرض في المستشفى، إلا أنه نادرا ما يكون شديد الخطورة
وبالنسبة للحالات شديدة المرض، يؤدي العلاج إلى مساعدة الطفل المريض على التنفس بصورة طبيعية حتى انتهاء العدوى. وغالبا ما يستمر هذا المرض لمدة أسبوع.
ويصاب به نحو ستة أطفال من كل مائة طفل كل عام. ولا يتعدى أغلب الأطفال الذين يصابون بهذا المرض سن السادسة من العمر، وغالبا ما يظهر لدى الأطفال بعمر العامين.
5. الحمى القرمزية
تعد الحمى القرمزية طفحا جلديا غالبا ما يكون مصاحبا بالتهاب اللوزتين، وهي عدوى تسببها بكتيريا تعرف باسم «مجموعة البكتيريا العقدية - إيه» group A streptococcus. وغالبا ما يكون الطفل المصاب بالتهاب اللوزتين مصابا أيضا بالتهاب الحلق والحمى الشديدة. ويبدأ ظهور الطفح الجلدي المصاحب للحمى القرمزية على الخدود
والبطن وينتشر في جميع أنحاء الجسم. ويكون ذا لون أحمر زاه يشبه ضربة الشمس وخشن يشبه ورق الصنفرة. وقد يصل لون الطفح الجلدي إلى لون منطقة تحت الإبط. وقد يميل لون لسان الطفل إلى اللون الأبيض، باستثناء
براعم التذوق، التي تبدو ذات لون أحمر زاه، وهو عَرَض يعرف باسم «لسان الفراولة». وقد يكون هناك بعض الاحمرار في الوجه ومنطقة أكثر شحوبا حول الفم.
وكانت الحمى القرمزية تعتبر في السابق مرضا خطيرا ومميتا، لكن أصبح من السهل التغلب عليها الآن باستخدام المضادات الحيوية. ولذا فهي ليست سوى نوع آخر من أنواع الطفح الجلدي.
6. القوباء
تعد القوباء عدوى جلدية تسببها البكتيريا. وهي ثالث أكثر العدوى الجلدية شيوعا لدى الأطفال، وغالبا ما تظهر لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وستة أعوام. وهو مرض معد للغاية، وقد يصاب به البالغون أيضا.
وتظهر القوباء على الجلد كمجموعة من النتوءات الصغيرة المتهيجة أو التقرحات التي تدر سائلا، والتي تكون قشرة عسلية اللون فوقها. وقد يؤدي لمس السائل الناتج من هذه التقرحات إلى انتشار عدوى القوباء على أجزاء مختلفة من جسد الطفل ولدى الأشخاص الآخرين الذين يلمسون هذا السائل.
وينبغي استخدام المضادات الحيوية لتطهير عدوى القوباء. وفي النهاية تشفى التقرحات دون أن تسبب أي ندوب.
أمراض نادرة
7. مرض "كاواساكي"
يعد مرض «كاواساكي» من الأمراض النادرة التي تحدث في مرحلة الطفولة ولم يعرف سبب ظهوره حتى الآن. وهو عبارة عن مجموعة غريبة من الأعراض التي تشمل الحمى الشديدة والطفح الجلدي، والكفوف والأقدام الحمراء والأيدي والأقدام المنتفخة والعيون الحمراء الملتهبة وتورم الغدد اللمفاوية والشفاه المتشققة. وقد يسبب
هذا المرض التهاب أوعية القلب أو قد يلحق الضرر بالقلب. ويقوم الأطباء في المستشفى بعلاج مرض كاواساكي باستخدام جرعات كبيرة من العقاقير التي تعزز الاستجابة المناعية للجسم. ويستجيب معظم الأطفال للعلاج، إلا أن المرض يكون خطيرا في بعض الأحيان.
ويعد الدكتور توميساكو كاواساكي أول من اكتشف هذا المرض في اليابان في الستينيات من القرن الماضي. ولا يزال هذا المرض شائعا في اليابان، كذلك يعاني نحو 4000 طفل أميركي، معظمهم لا يتجاوز الخامسة من العمر، بسبب هذا المرض في مستشفيات الولايات المتحدة.
وقد حير هذا المرض الباحثون على مدار عقود. رغم ظهور خلاف بين العلماء حول وجود عدوى، قد تكون فيروسية، سببت ظهور هذا المرض لدى الأطفال الذين تكون لديهم صفات وراثية محددة.
8. "متلازمة راي"
تعد «متلازمة راي» من الأمراض شديدة الخطورة التي تصيب الأطفال، إلا أنها نادرة الحدوث الآن. وإذا ما كنت تساءلت يوما عن سبب عدم إمكانية إعطاء الأسبرين للأطفال، فإن «متلازمة راي» هي السبب وراء ذلك. وتأتي «متلازمة راي» فجأة بعد حدوث مرض فيروسي مثل مرض الجدري أو الإنفلونزا. وهي تسبب مشكلات في الكبد
وورم الدماغ، مما يؤدي إلى سلوك متطرف وتغيرات في الشخصية وفقدان الوعي والصرع والغيبوبة. وقد تسببت هذه المتلازمة في موت نحو 30 في المائة من الأطفال الذين أصيبوا بها.
ولا نزال نجهل سبب هذه المتلازمة، إلا أن هناك بعض الدلائل التي تشير إلى أنها مرتبطة نوعا ما بتناول الأسبرين خلال الإصابة بمرض فيروسي.
وقد حذر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية من وجود ارتباط محتمل بين الأسبرين و«متلازمة راي» في عام 1980. نتيجة لذلك، انخفض عدد الحالات التي يتم الإبلاغ عنها كل عام من 555 حالة في عام 1980، إلى ما لا
يزيد على حالتين سنويا في الفترة ما بين 1994 و1997. وقال برادي لموقع «ويب ميد»: «في الواقع، لم نعد نسمع عن هذا المرض أكثر من مرة واحدة كل عشر سنوات».
السعال الديكي
9. السعال الديكي
يعد السعال الديكي عدوى بكتيرية يمكن أن تنتقل إلى الكبار والصغار، إلا أنها تكون شديدة القسوة بالنسبة للأطفال الرضع. كما أطلق عليه اسم «الشاهوق» لأنه يجعل الطفل يسعل بشدة وبسرعة شديدة لدرجة أنه يتوقف عن التنفس ويستنشق بقوة، لذا يصدر صوت «الشهيق».
ووفقا لـ«مركز مكافحة الأمراض والوقاية»، فإنه يتعين علاج ما يزيد على نصف الأطفال المصابين بالسعال الديكي والذين تقل أعمارهم عن 12 شهرا في المستشفى.
كذلك ينبغي تطعيم جميع الأطفال ضد مرض السعال الديكي، كما يجب أن يحصل العديد من الأشخاص البالغين على حقن داعمة. ولذا ينصح بسؤال طبيبك الخاص عن اللقاح ومواعيد الحقن.
وقد تسبب اللقاح في جعل السعال الديكي أقل شيوعا عما كان عليه في الماضي، رغم ذلك، فإن عدد الحالات المبلغ عنها منذ الثمانينات من القرن الماضي قد ازداد. وقد وردت تقارير إلى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تشير إلى وجود 27550 حالة مصابة بالسعال الديكي في أميركا في عام 2010.
ومن الممكن أن يعزي ذلك إلى أن المناعة ضد السعال الديكي تقل تدريجيا بعد خمس إلى عشر سنوات من الحصول على اللقاح، لذا لا يكون لدى بعض البالغين الذين حصلوا على اللقاح عندما كانوا في مرحلة الطفولة مناعة ضد
هذا المرض. كذلك قد لا تكون أعراض المرض شديدة القوة على البالغين الذين يصابون بالسعال الديكي، ومن الممكن أن تنتقل العدوى منهم إلى الأطفال الصغار.