مراحل تطور نظرية فرويد في التحليل النفسي
العالم سيجموند فرويد |
أولاً :مرحلة الإعداد:
تشمل دراسته الطبية والفلسفية ثم عمله مع المشتغلين بالعلاج النفسي ومنهم بروير وشيركوه، ويتمثل أن العوامل المؤثرة في فكره خلال هذه الفترة في خلفيته الطبية تأثره بالاتجاه الفلسفي العقلي، كشفه من خلال العمل مع بروير لأهمية الخبرات الجنسية المؤلمة وكان من أهم المنتجات في هذه النظرية في هذه المرحلة:
1ـ تأثره باعتقاد بروير بأن الاضطرابات الانفعالية المؤلمة هي أساس الاضطرابات الهستيرية.
2ـ استخدام التنويم المغناطيسي ونجاحه المحدود فيه وارتباطه بكثير من المشكلات.
3ـ اكتشاف أهمية التنفيس الانفعالي، وتطويره كبديل عن التنويم المغناطيسي.
ثانياً: مرحلة التحليل النفسي لذاته:
لعل من أهم المنتجات النظرية في هذه المرحلة ما يلي:
1ـ وصوله إلى قناعة تامة بنظرية الجنسية الطفولية.
2ـ تحديد مراحل النمو النفس ـ جنسي.
3ـ تحديد المركبات أوديبية في مرحلة الطفولة المبكرة ( المرحلة الأوديبية).
4ـ وصوله إلى فكرة اضطراب النمو بالثبات أو بالنكوص.
ثالثاً: مرحلة انشغاله بتفسير الأحلام
1ـ توصل إلى نظريته في الأحلام مؤكداً الوظيفة الديناميكية لها والمتمثلة في التنفيس وخفض درجة القلق الناتجة عن الصراعات اللاشعورية.
2ـ كنتيجة لضغوط الأنا المؤكدة لضرورة إبقاء الخبرات المؤلمة في حيز اللاشعور، يكون تعبير الأحلام غير مباشر، وذلك من خلال اشتماله على معنى ظاهر هو ما يمكن للفرد استرجاعه شعورياً وهي متضاربة وغير منطقية ومشوهة أحيانا ومعنى باطن( خفي ) يشير إلى الرغبات اللاشعورية.
3ـ يحدث التشويه في محتويات الأحلام عن طريق ميكانزمات دفاعية أو نظام الرقابة اللاشعورية حيث يعمل على منع خروج الرغبات المكبوتة إلى الوعي بعد اليقظة، ويتم تشويه الحلم بعدد من الميكانزمات تشمل التالي:
أ ـ التركيز
ب ـ التحويل أو الإبدال
ج ـ التمثيل البصري.
د ـ المراجعة الثانوية.
4ـ على اعتبار أن للأحلام وظيفة اشباعية وتنفيسية، يرى فرويد أن الأحلام ذات طبيعة نكوصية ونعني بذلك ارتباطها بخبرات الطفولة، والرغبات المكبوتة والمؤلمة والمرتبطة بالجنس والعدوان في الغالب، حيث يحقق الحلم إشباعاً أو تنفيساً محدوداً لنظام الرقابة.
5ـ لا يتناقض ما يراه فرويد من أن للأحلام وظيفة اشباعية أو تنفيسية، حيث أن الإشباع ليس بالضرورة أن يرتبط باللذة ( الجنس )، وعليه يفسر فرويد الأحلام التي لا تؤدي على اللذة بأنها ترتبط بغريزة العدوان، كما أنها قد تعمل كميكانزمات لتشويه الحلم وإخفاء الرغبات من الظهور للوعي.
6ـ هذه النتائج أكدت لفرويد افتراضاته السابقة عن أهمية الخبرات الطفولية المرتبطة بالجنس والعدوان كما أكدت له عملية الكبت لهذه الخبرات ولاتي تجعل منها خبرات لا شعورية.
رابعاً: مرحلة التقييم والمراجعة وافتراض النظام النهائي لبناء الشخصية.
· بدأ اهتمام فرويد بمبدأ الواقع، واعتبره الأساس في نمو الأنا في مرحلة الرضاعة.
· فرق بين عمليات التفكير الأولية والثانوية، مؤكداً بأن العمليات الأولية تعني الطاقة الكلية اللاشعورية والتي تسعى لتحقيق الإشباع وتتركز حول غريزتي الجنس والعدوان، في حين ارجع العمليات الثانوية للعمليات الفكرية الشعورية المرتبطة بالأنا الذي يرتبط بدوره بالواقع، والتي تعمل على تأجيل أو تنظيم إشباع الغرائز.
· أكد أهمية اللاشعور وأوجد نموذجه عن الشعور واللاشعور.
· نظر إلى عملية الكبت على أنها عملية توازن بين الألم واللذة فالرغبات غير المقبولة كبتت لتجنيب الفرد ألم أكبر.
· توصل إلى البناء النهائي للشخصية والمكون من الهو والأنا والأنا العليا.
تعد هذه المدرسة من أكثر المدارس شهرة في علم النفس وفي خارج هذا العلم، ولقد أسس
نظرية التحليل النفسي سيجموند فرويد وقد قابل التحليل النفسي منذ بدايته عام 1895م
عاصفة من النقاش والخلافات الفكرية ذلك أن بعض مفاهيمه ومبادئه كانت صارمة وتم النظر
إليها على أنها جديدة كلية ومع ذلك فشأن كل أفكار جديدة كان للتحليل النفسي دلالته العلمين.
إن مدرسة التحليل النفسي لم تكن ردة فعل ضد البنائية لأن أصول هذه المدرسة كان علم
الأعصاب والطب، كما أن هدفها كان العلاج وفهم السلوك المرضي.
لقد قدم فرويد مفهوم العقل الباطن بجبل من الجليد العائم معظمه تحت الماء كما أقر البشر
محكومون بحفزاتهم ودوافعهم المختبئة في اللاشعور، ويقال إن أكبر ثلاث هزات أثرت في
الفكر البشري هي:
1ـ ما توصل إليه كوبرنيكوس من أن الأرض ليست مركز الكون ولكنها جرم ضئيل فيه.
2ـ ما ادعاه دارون من أن البشر قد انحدروا من سلالات دنيا.
3ـ عندما قال فرويد أن الشعور لا يسيطر على سلوكنا ولكنه اللاشعور.
لقد اعتقد فرويد أن السلوك المرضي وكل الشخصية الإنسانية يمكن تفسيرها من خلال الدوافع
والحوافز اللاشعورية.
وكان تأثر الوظيفيون بدارون فإن فرويد أيضاً سار على دربهم حين أكد أن للاشعور وظيفة
هي الحفاظ على الأفكار غير المقبولة والرغبات المكبوتة.
ومن أجل ذلك فإن العقل الباطن يمنع عن الفرد معرفة ما به وأن هناك وسائل علمية للحصول
على هذه الأسرار أي نقلها من اللاشعور إلى الشعور.
---------------------------------------------------------------------------------------
و تبعاً لآراء فرويد، يمكن علاج الاضطرابات النفسية بالكشف عن رغبات، ومخاوف المريض غير المدركة لديه. فقد اعتقد أن كلّ سلوك يتأثر بالغرائز والمخاوف، ونشاط العقل غير المدرك الذي لايخضع للتفكير المنطقي. واعتقد أنّ المعاناة البدنية في فترة الطفولة المبكرة، خاصة الجنسية منها، تشكل سلوك الفرد في مستقبل حياته.
ويعتقد المحللون النفسيون أنّ التجارب البغيضة خاصة في فترة الطفولة، قد تكمن في العقل الباطن فتسبب مرضاً عقلياً. ويحاول العلاج بالتحليل النفسي نزع هذه التجارب من عقل المريض الباطن إلى حيِّز الوعي.
علاج التحليل النفسي.
يستمر هذا العلاج عموماً من سنتين إلى خمس سنوات مع ثلاث إلى خمس جلسات في الأسبوع. وفيها يسترخي المريض على أريكة، بينما يجلس المحلل النفسي في موضع غير مرئي، ثم يطلب من المريض أن يكشف عن كل الأفكار التي تخطر له. ويسمى هذا الإجراء تداعي الأفكار بحريّة. يحاول المريض والمحلل النفسي تفهم المعنى النفسي للأفكار، والخيالات، والأحلام، والمشاعر التي عبَّر عنها. وفي مجرى العلاج غالباً مايعبّر المرضى للمعالج عن مشاعر قوية يكونونها نحو أناس آخرين تسمى هذه العملية التحويل. ويكشف التحويل عن مواقف معينة اتخذها المرضى في حياتهم المبكرة، واستمرت تشوب علاقاتهم مع بقية الناس. وبتفسير هذا التعبير، يحاول المعالج مساعدة المرضى على تحقيق قدر أكبر من النضوج والحرية في علاقاتهم.
نظرية التحليل النفسي.
أوضح فرويد أن الناس لايقولون أو يفعلون شيئاً مصادفة من غير قصد. فالنشاط العقلي غير المدرك، يؤدي إلى مثل تلك المصادفات،كزلة اللسان مثلاً، أو نسيان موعد. وحسب ما يقول به فرويد، يمارس العقل نشاطاً غير مُدْرَك أكثر من المُدْرَك.
قسَّم فرويد العقل إلى ثلاثة أقسام
1ـ الذات (الهو والهي)
2ـ الأنا
3ـ الأنا العليا.
يولد الأطفال ومعهم ما يسمى بالذات، وهي مجموعة الغرائز داخل اللاوعي. وبينما ينمو الأطفال، فإنهم يكتسبون الأنا، والأنا العليا. تحكم الأنا المناطق مثل الذاكرة والحركة الإرادية، واتخاذ القرارات. وتمكن الأنا العليا العقل من التمييز بين الصحيح والخطأ، وقد تسبب المشاكل العاطفية الخلافات الحادة بين اثنين من الأقسام الثلاثة، وقد تنشأ صعوبة، إذا أفرزت الذات رغبات قوية لفعل أشياء، بينما تصر الأنا العليا على أن هذه الرغبات خاطئة.
يعتقد فرويد أن الأطفال يمرون بخمسة أطوار متداخلة سمّاها النمو الجنسي النفسي. والأطوار الخمسة هي:
1- طور التلقي
2- الطور الشرجي
3- طور الذكورة
4- الكمون
5- المراهقة.
ففي طور التلقي يتلذذ الأطفال بالرضاعة. وفي الطور الشرجي، الذي يدوم إلى سن الرابعة، يستمتع الأطفال بالسيطرة على خروج فضلات الجسم. وفي مرحلة الذكورة، يصبح الأطفال على وعي متزايد بأعضائهم الجنسية، وتنشأ عندهم عقدة أوديب، وهي انحياز قوي نحو الوالد من الجنس الآخر. بيد أنه أثناء المدرسة الابتدائية يتحول الأطفال إلى الطور الذي يقل فيه كمون العواطف أما الطور الخامس، وهو طور المراهقة، فيتسم بصراع بين المشاعر الطفولية بالاعتماد على الوالدين وبين التطلع لبلوغ مرحلة الاستقلال.
والمشاكل العاطفية أثناء أي طور من الأطوار الخمسة ـ حسب قول فرويد ـ يمكن أن تجعل سمات تلك المرحلة تستمر إلى سن البلوغ. فالولد القلق، مثلاً، قد يبقى دون وعي منه على حبه لأمه، وعلى غيرته عليها من أبيه حتى بعد بلوغه سن الرشد>
تشمل دراسته الطبية والفلسفية ثم عمله مع المشتغلين بالعلاج النفسي ومنهم بروير وشيركوه، ويتمثل أن العوامل المؤثرة في فكره خلال هذه الفترة في خلفيته الطبية تأثره بالاتجاه الفلسفي العقلي، كشفه من خلال العمل مع بروير لأهمية الخبرات الجنسية المؤلمة وكان من أهم المنتجات في هذه النظرية في هذه المرحلة:
1ـ تأثره باعتقاد بروير بأن الاضطرابات الانفعالية المؤلمة هي أساس الاضطرابات الهستيرية.
2ـ استخدام التنويم المغناطيسي ونجاحه المحدود فيه وارتباطه بكثير من المشكلات.
3ـ اكتشاف أهمية التنفيس الانفعالي، وتطويره كبديل عن التنويم المغناطيسي.
ثانياً: مرحلة التحليل النفسي لذاته:
لعل من أهم المنتجات النظرية في هذه المرحلة ما يلي:
1ـ وصوله إلى قناعة تامة بنظرية الجنسية الطفولية.
2ـ تحديد مراحل النمو النفس ـ جنسي.
3ـ تحديد المركبات أوديبية في مرحلة الطفولة المبكرة ( المرحلة الأوديبية).
4ـ وصوله إلى فكرة اضطراب النمو بالثبات أو بالنكوص.
ثالثاً: مرحلة انشغاله بتفسير الأحلام
1ـ توصل إلى نظريته في الأحلام مؤكداً الوظيفة الديناميكية لها والمتمثلة في التنفيس وخفض درجة القلق الناتجة عن الصراعات اللاشعورية.
2ـ كنتيجة لضغوط الأنا المؤكدة لضرورة إبقاء الخبرات المؤلمة في حيز اللاشعور، يكون تعبير الأحلام غير مباشر، وذلك من خلال اشتماله على معنى ظاهر هو ما يمكن للفرد استرجاعه شعورياً وهي متضاربة وغير منطقية ومشوهة أحيانا ومعنى باطن( خفي ) يشير إلى الرغبات اللاشعورية.
3ـ يحدث التشويه في محتويات الأحلام عن طريق ميكانزمات دفاعية أو نظام الرقابة اللاشعورية حيث يعمل على منع خروج الرغبات المكبوتة إلى الوعي بعد اليقظة، ويتم تشويه الحلم بعدد من الميكانزمات تشمل التالي:
أ ـ التركيز
ب ـ التحويل أو الإبدال
ج ـ التمثيل البصري.
د ـ المراجعة الثانوية.
4ـ على اعتبار أن للأحلام وظيفة اشباعية وتنفيسية، يرى فرويد أن الأحلام ذات طبيعة نكوصية ونعني بذلك ارتباطها بخبرات الطفولة، والرغبات المكبوتة والمؤلمة والمرتبطة بالجنس والعدوان في الغالب، حيث يحقق الحلم إشباعاً أو تنفيساً محدوداً لنظام الرقابة.
5ـ لا يتناقض ما يراه فرويد من أن للأحلام وظيفة اشباعية أو تنفيسية، حيث أن الإشباع ليس بالضرورة أن يرتبط باللذة ( الجنس )، وعليه يفسر فرويد الأحلام التي لا تؤدي على اللذة بأنها ترتبط بغريزة العدوان، كما أنها قد تعمل كميكانزمات لتشويه الحلم وإخفاء الرغبات من الظهور للوعي.
6ـ هذه النتائج أكدت لفرويد افتراضاته السابقة عن أهمية الخبرات الطفولية المرتبطة بالجنس والعدوان كما أكدت له عملية الكبت لهذه الخبرات ولاتي تجعل منها خبرات لا شعورية.
رابعاً: مرحلة التقييم والمراجعة وافتراض النظام النهائي لبناء الشخصية.
· بدأ اهتمام فرويد بمبدأ الواقع، واعتبره الأساس في نمو الأنا في مرحلة الرضاعة.
· فرق بين عمليات التفكير الأولية والثانوية، مؤكداً بأن العمليات الأولية تعني الطاقة الكلية اللاشعورية والتي تسعى لتحقيق الإشباع وتتركز حول غريزتي الجنس والعدوان، في حين ارجع العمليات الثانوية للعمليات الفكرية الشعورية المرتبطة بالأنا الذي يرتبط بدوره بالواقع، والتي تعمل على تأجيل أو تنظيم إشباع الغرائز.
· أكد أهمية اللاشعور وأوجد نموذجه عن الشعور واللاشعور.
· نظر إلى عملية الكبت على أنها عملية توازن بين الألم واللذة فالرغبات غير المقبولة كبتت لتجنيب الفرد ألم أكبر.
· توصل إلى البناء النهائي للشخصية والمكون من الهو والأنا والأنا العليا.
تعد هذه المدرسة من أكثر المدارس شهرة في علم النفس وفي خارج هذا العلم، ولقد أسس
نظرية التحليل النفسي سيجموند فرويد وقد قابل التحليل النفسي منذ بدايته عام 1895م
عاصفة من النقاش والخلافات الفكرية ذلك أن بعض مفاهيمه ومبادئه كانت صارمة وتم النظر
إليها على أنها جديدة كلية ومع ذلك فشأن كل أفكار جديدة كان للتحليل النفسي دلالته العلمين.
إن مدرسة التحليل النفسي لم تكن ردة فعل ضد البنائية لأن أصول هذه المدرسة كان علم
الأعصاب والطب، كما أن هدفها كان العلاج وفهم السلوك المرضي.
لقد قدم فرويد مفهوم العقل الباطن بجبل من الجليد العائم معظمه تحت الماء كما أقر البشر
محكومون بحفزاتهم ودوافعهم المختبئة في اللاشعور، ويقال إن أكبر ثلاث هزات أثرت في
الفكر البشري هي:
1ـ ما توصل إليه كوبرنيكوس من أن الأرض ليست مركز الكون ولكنها جرم ضئيل فيه.
2ـ ما ادعاه دارون من أن البشر قد انحدروا من سلالات دنيا.
3ـ عندما قال فرويد أن الشعور لا يسيطر على سلوكنا ولكنه اللاشعور.
لقد اعتقد فرويد أن السلوك المرضي وكل الشخصية الإنسانية يمكن تفسيرها من خلال الدوافع
والحوافز اللاشعورية.
وكان تأثر الوظيفيون بدارون فإن فرويد أيضاً سار على دربهم حين أكد أن للاشعور وظيفة
هي الحفاظ على الأفكار غير المقبولة والرغبات المكبوتة.
ومن أجل ذلك فإن العقل الباطن يمنع عن الفرد معرفة ما به وأن هناك وسائل علمية للحصول
على هذه الأسرار أي نقلها من اللاشعور إلى الشعور.
---------------------------------------------------------------------------------------
و تبعاً لآراء فرويد، يمكن علاج الاضطرابات النفسية بالكشف عن رغبات، ومخاوف المريض غير المدركة لديه. فقد اعتقد أن كلّ سلوك يتأثر بالغرائز والمخاوف، ونشاط العقل غير المدرك الذي لايخضع للتفكير المنطقي. واعتقد أنّ المعاناة البدنية في فترة الطفولة المبكرة، خاصة الجنسية منها، تشكل سلوك الفرد في مستقبل حياته.
ويعتقد المحللون النفسيون أنّ التجارب البغيضة خاصة في فترة الطفولة، قد تكمن في العقل الباطن فتسبب مرضاً عقلياً. ويحاول العلاج بالتحليل النفسي نزع هذه التجارب من عقل المريض الباطن إلى حيِّز الوعي.
علاج التحليل النفسي.
يستمر هذا العلاج عموماً من سنتين إلى خمس سنوات مع ثلاث إلى خمس جلسات في الأسبوع. وفيها يسترخي المريض على أريكة، بينما يجلس المحلل النفسي في موضع غير مرئي، ثم يطلب من المريض أن يكشف عن كل الأفكار التي تخطر له. ويسمى هذا الإجراء تداعي الأفكار بحريّة. يحاول المريض والمحلل النفسي تفهم المعنى النفسي للأفكار، والخيالات، والأحلام، والمشاعر التي عبَّر عنها. وفي مجرى العلاج غالباً مايعبّر المرضى للمعالج عن مشاعر قوية يكونونها نحو أناس آخرين تسمى هذه العملية التحويل. ويكشف التحويل عن مواقف معينة اتخذها المرضى في حياتهم المبكرة، واستمرت تشوب علاقاتهم مع بقية الناس. وبتفسير هذا التعبير، يحاول المعالج مساعدة المرضى على تحقيق قدر أكبر من النضوج والحرية في علاقاتهم.
نظرية التحليل النفسي.
أوضح فرويد أن الناس لايقولون أو يفعلون شيئاً مصادفة من غير قصد. فالنشاط العقلي غير المدرك، يؤدي إلى مثل تلك المصادفات،كزلة اللسان مثلاً، أو نسيان موعد. وحسب ما يقول به فرويد، يمارس العقل نشاطاً غير مُدْرَك أكثر من المُدْرَك.
قسَّم فرويد العقل إلى ثلاثة أقسام
1ـ الذات (الهو والهي)
2ـ الأنا
3ـ الأنا العليا.
يولد الأطفال ومعهم ما يسمى بالذات، وهي مجموعة الغرائز داخل اللاوعي. وبينما ينمو الأطفال، فإنهم يكتسبون الأنا، والأنا العليا. تحكم الأنا المناطق مثل الذاكرة والحركة الإرادية، واتخاذ القرارات. وتمكن الأنا العليا العقل من التمييز بين الصحيح والخطأ، وقد تسبب المشاكل العاطفية الخلافات الحادة بين اثنين من الأقسام الثلاثة، وقد تنشأ صعوبة، إذا أفرزت الذات رغبات قوية لفعل أشياء، بينما تصر الأنا العليا على أن هذه الرغبات خاطئة.
يعتقد فرويد أن الأطفال يمرون بخمسة أطوار متداخلة سمّاها النمو الجنسي النفسي. والأطوار الخمسة هي:
1- طور التلقي
2- الطور الشرجي
3- طور الذكورة
4- الكمون
5- المراهقة.
ففي طور التلقي يتلذذ الأطفال بالرضاعة. وفي الطور الشرجي، الذي يدوم إلى سن الرابعة، يستمتع الأطفال بالسيطرة على خروج فضلات الجسم. وفي مرحلة الذكورة، يصبح الأطفال على وعي متزايد بأعضائهم الجنسية، وتنشأ عندهم عقدة أوديب، وهي انحياز قوي نحو الوالد من الجنس الآخر. بيد أنه أثناء المدرسة الابتدائية يتحول الأطفال إلى الطور الذي يقل فيه كمون العواطف أما الطور الخامس، وهو طور المراهقة، فيتسم بصراع بين المشاعر الطفولية بالاعتماد على الوالدين وبين التطلع لبلوغ مرحلة الاستقلال.
والمشاكل العاطفية أثناء أي طور من الأطوار الخمسة ـ حسب قول فرويد ـ يمكن أن تجعل سمات تلك المرحلة تستمر إلى سن البلوغ. فالولد القلق، مثلاً، قد يبقى دون وعي منه على حبه لأمه، وعلى غيرته عليها من أبيه حتى بعد بلوغه سن الرشد>